الرئيسية > البلدان > شرق الولايات المتحدة الأمريكية > قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، يترأس قداس تذكار الشهيد مار بنيامين شمعون

قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، يترأس قداس تذكار الشهيد مار بنيامين شمعون

 قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، يترأس قداس تذكار الشهيد مار بنيامين شمعون

 

بمناسبة الذكرى 95 لإستشهاد شهيد الكنيسة والأمة الآشورية (الجاثاليق مار بنيامين شمعون) بطريرك كنيسة المشرق الآشورية، ترأس قداسة الحبر الأعظم (مار دنخا الرابع) جاثاليق كنيسة المشرق الآشورية في العالم في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الأحــــــد المصادف 3 شباط 2013 قداســـاً مهيباً في كاتدرائيـــــة (مار ﮔيورﮔيس الشهيد) في شيكاغو حضره جمع غفير من أبناء كنيستنا وأمتنا الآشورية كما شارك فيه عدد من الآباء الكهنة وهم كلٌ من (الأركذياقون أﭘرم دي باز، الأركذياقون شليمون حزقيال “أركذياقون القلاية البطريركية”، الخوري أسقف أثناسيوس يوسف، الأب ﮔيورﮔيس سليمان “راعي كنيسة مار ﮔيورﮔيس الشهيد والذي عاون قداسته أثناء المناولة، والأب أدي فرنسيس) وعدداً كبيراً من الشمامسة الأجلاء.

 

وبعد شرح قداسة أبينا البطريرك للإنجيل المقدس الخاص بهذا اليوم والذي كان من إنجيل (مرقس البشير الأصحاح 1: 1-12) قرأ قداسته نبذة مختصرة عن حياة شهيد الكنيسة والأمة الآشورية البطريرك (مار بنيامين شمعون) قائلاً فيها:

 

ولد البطريرك الشهيد من والده (إيشاي) شقيـــــق قداســـــــــة البطريرك (مار روئيل شمعون) ووالدته (أسيت) بتاريخ 1887 في قرية “قوجانس” في “حكاري”، وكان منذوراً قبل ولادته لخدمة الكنيسة.

حيث رُسم مطراناً على يد عمه “مار روئيل شمعون جاثاليق كنيسة المشرق الآشوريـــــة” في 1 آذار 1903 وذلك في كنيسة (مار شليطا في قوجانس حيث بُنيت هذه الكنيسة في زمن البطريرك “مار دنخا شمعون الثالث عشر” سنة 1689 حيث كان قداسته البطريرك الأول الذي أسس الكرسي البطريركي في قوجانس، ومن الجدير بالذكر بأن عائلته كانت قد نزحت من ألقوش إلى أورميا ومن أورميا إلى قوجانس).

 

وبعد وفاة البطريرك (مار روئيل) في 16 آذار 1903 تم إنتخاب ورسامة (مار بنيامين شمعون) بطريركاً لكرسي “ساليق وقطيسفون” على يد المطـران (مار إسحاق خنانيشوع) بمشاركـة الأسقــــف (مار إسطفانوس) وجمع غفير من الآباء الكهنة والشمامسة ورؤساء العشائر الآشورية وذلك في “أحد السعانين” الذي صادف 30 آذار 1903 في نفس الكنيسة.

 

وبالرغم من رسامته وهو في الـ 16 من عمره عُرف عن قداسة الشهيد (مار بنيامين شمعون) أنه كان مُرشداً ومُدبراً حكيماً وذو فطنة شهمٌ وقدير وعالِم بشؤون الكنيسة والأمة الآشورية وذلك لترعرعه في البيت البطريركي باعتباره وريث الكرسي البطريركي.

 

في عام 1914 وصل لهيب نار الحرب العالمية الأولى في أوروبا إلى دول الشرق الآوسط حيث دخلت تركيا الحرب أيضاً، وكون الآشوريين والأرمن من المسيحيين إضطهدوا وطرودا من بلدهم في شمال ما بين النهرين من قبل الحكومة التركية آنذاك، حيث في ذلك الزمن كان البطريرك هو الرئيس الروحي والقومي للأمة الآشورية.

 

أُجبر الآشوريين على ترك موطنهم والرحيل في مسيرةٍ دموية إلى إيران والتي دخلوها عام 1915 على أمل أن يتم مساعدتهم من قبل القوات الروسية في إيران، حيث استقر قسم من الآشوريين في مدينة “أورمية” والقسم الآخر في مدينة “خويّ”، أما العائلة البطريركية سكنت في قرية “خوسرآباد” في مدينة “سالامس”.

 

وبعد قيام “الثورة الشيوعية” في روسيا عام 1917 تركت القوات الروسية إيران وعادت إلى روسيا وعلى أثره بقى الآشوريين والأرمن في وضعٍ غير آمنٍ، وكان قداسـة الشهيــــــــــد (مار بنيامين شمعون) قد أسس مجلساً قومياً في “أورمية” يضم كل أطياف شعبنا الآشوري، (حيث كان قداسة البطريرك الشهيد لا يتخذ أي خطوة في أمور الأمة والكنيسة إلا بعد مراجعة واستشارة رؤوساء ووجهاء العشائر وأبناء الكنيسة) وفي حال وصول أنباء رجوع القوات الروسية إلى “روسيا” وصل قداسته “أورمية” قادماً من “خوسرآباد” ليجتمع بالمجلس القومي الآشوري الذي أسسه بحكمته، وكان قد حضر هذا الإجتماع رؤساء ووجهاء العشائر الآشورية والأرمنية وممثلين عن الإرساليات “الأميركية، الإنكليزية، الروسية والفرنسية”، وفي هذا الإجتماع تم التوصل إلى اتفاق للتحالف مع الأكراد، لأن ذلك كان في مصلحة كِلا الطرفين.

وفي يوم السبت الثالث من آذار عام 1918 خرج قداسة البطريرك الشهيد (مار بنيامين) يرافقه 150 مسلحاً آشورياً من قرية “خوسرآباد” متوجهاً إلى “كوهناشهر” وحال وصولهم تم استقبالهم بحفاوة من قبل “سمكو” ورؤساء العشائر دخلوا بعدها إلى قاعة الإجتماع للتباحث حول التحالف بين الاشوريين والأكراد وبعد اختتام الاجتماع الذي كان الهدف منه السلام، وُدع قداسته من قبل “سمكو” ورؤساء العشائر وحال ركوبهم العربات ليهموا بالرحيل فُتح النار عليهم من على سطوح الأبنية، كانت نتيجته إستشهاد البطريرك (مار بنيامين شمعون) ومعه (شموئيل خان وأخيه إيشاي) و 4 آشوريين من ظباط الجيش الروسي كما واستشهد معه 47 آشورياً وإصابة 46 آخرين.

 

ووري جسده الثرى في كنيسة في “خوسرآباد” وذلك يوم الثلاثاء المصادف السادس من آذار 1918 حيث ترأس هذه الخدمة الأسقف “مار ايليا بيث أبونا” أسقف كنيسة المشرق الآشورية ومعه جمعاً غفيراً من الكهنة والشمامسة والشعب الآشوري والأرمني.

 

عليه وفي المجمع السنهادوسي لكنيستنا عام 1987 تم إقرار الأحد الثامن بعد عيد (الدنح) ليكون ذكرى إستشهاد شهيد الكنيسة والأمة الآشورية البطريرك (مار بنيامين شمعون)، وهكذا كل من يعمل بايمانٍ وباخلاص لكنيسته وشعبه يُستذكر أبد الدهور.

 

واستذكر قداسة أبينا البطريرك موعظة مثلث الرحمات المطران (مار اسحاق خنانيشوع) والتي كان قد ألقاها في السابع من آذار 1918 قائلاً: “نحن كلنا تحت مسؤولية مقدسة لفداء حياتنا من أجل خلاص أمتنا وذكرى آبائنا. وهدف كل منا كبيراً كان أم صغيراً أن لا يكون مال الدنيا، لكن أن يكون هدفنا هو إيماننا الثمين مع خلاص حياة آبائنا وأطفالنا وكل أبناء وبنات أمتنا، ولتكن بركة الرب مع كل المؤمنين والمؤمنات ليكملوا واجباتهم. وليكن تحت تحريم آباء الكنيسة الـ 318 كل من يترك واجبه ويتبع المقتنيات الباطلة… آمين”.

 

وفي ختام عضته وقبل أن يقرأ صلاة قبل تناول جسد ودم الرب يسوع المسيح (له المجد) (طظسأ دخوسيأ) عبر قداسته عن فرحه لإختيار الكنيسة الكلدانيـــة لغبطة المطـران (مار لويس ساكو) ليكون بطريرك بابل على الكلدان تحت إسم (مار لويس روفائيل الأول ساكو) داعياً لغبطته وللكنيسة الكلدانية الشقيقة بالموفقية والنجاح خدمة لكلمة الرب، كما ودعا لأبناء أمتنا كافة ولجميع المسيحين في جميع أنحاء العالم بأن يكونوا بأمان وسلام واستقرار.

 

 

المكتب المركزي لإعلام كنيسة المشرق الآشورية – إلينوي/ شباط 2013